Revospring now has support for animated gif images! They might take some time to process, so be patient.

سائلٌ يسألُ ويقولُ: · 1mo

لم يزل الرجال يلتمسون حُبَّ النساء بكل وُصْلة، ويبتغون الحُظْوة لديهن بكل حَبْلٍ وماتَّة، منذ أن وطئوا وجهَ البسيط، وانتشروا في نواحي المعمور، وذلك أمرٌ جَارٍ فيهم على سَنَن الفِطْرة، وعلى سبيل العادة والشيمة، ولا بُد منه، ولا مزحل عنه، وكذلك مَيلُهنَّ إليهم داخلٌ في الجِبِلَّة الثابتة، والغريزة الراسخة.

إلا أن للشيطان في هذا الأمر مدخلًا خفيًّا، وختلًا ومكرًا، وأَزًّا وتحريكًا، ولا يُنْجِي من ذلك إلا الإزراءُ بحظ النفس، والبخسُ لشهواتها، والاستعزازُ عليها بالصبر، والمعرفةُ بالمخرج من الشبهة، والتوقي من خداع إلف السوء، والبراءةُ من تسخير العادة.

فأما الشبهة فإن أول مَبْعَثةٍ عليها، وإحماءٍ لشُبُوب نارها، الاستهتارُ بذكر النساء في كل حق وباطل، وفي كل يسير ومستعسر، وفي وقت الجد، وحين الهزل، وإنك لا تجد من كانت هذه حاله إلا مَعَابًا للزاري، وهدفا للرامي، وساحلا يشير إليه كل غريق.

وأما خداعُ الإلف المخالط فإنه بابُ إبليسَ الأكبر، الذي يدخل منه إلى بناتِ النفس، والرمَقِ العميق، ومغمزِ الشهوة، فينبغي للمرء أن يتحري أهل القُدُسِ والطهارة، ويستوثق بمعاشرة أرباب العفة والنصيحة، والبراءة من الأدناس والمعايب، فالْمَلَقُ في الناس فاشٍ، والإدهان فيه كثير، وقلَّما ينجو منه أحد.

وأما عادة السوء فإنها مفتاح المعصية، ومِغْلاق التوبة، وما استعان إبليس على تثبيط العاصي عن الكفِّ، وعلى إغرائه بالتمادي بمثلِ عاداتِ السوء، ومنها تويتر وما شابهه من المُحدثات.

وهذا الكلام مَقُولٌ لمَن يستمرئ مخالطةَ النساء –وبين الاضطرار والاستمراء فرقٌ– وكذلك يقال لِلَّاءِ يتهاوَنَّ في مخالطة الرجال.

وأما مناقلة الكلام، ومجاذبةُ أطراف الحديث في الخاص فمفسدة عظيمة، وباب من الفتنة كبير، واجتنابه –على قدر الوُسْع– خيرٌ وأحسنُ عاقبةً، وأسلم مَغَبَّة للديانة والعرض.

وأما مَن غالبته الشهوة بهيجان الدم، وضربان العروق، فليس له في الواجوه فُرْجة بالحِلِّ، وإنما هو موضع شبهة وارتياب، وليس له إلا المواظبة على الدعاء، والغض من البصر، ومواصلة الصوم.

Revospring uses Markdown for formatting

*italic text* for italic text

**bold text** for bold text

[link](https://example.com) for link